تركناه تحت التراب .....وداعا محمد ..

تركنا اخينا بين التراب....ورجعنا


تم دفن اخونا محمد اليوم في مقابر السادس من اكتوبر ....بين بكاء احبابه واهله واصدقائه ....ونحن نوصله الي مثواه الاخير..


لم أكن أتخيل يوما انني لن أري صديقي ثانية ....بل لم أكن اتخيل يوما أن أنتظره جثمان داخل صندوق الموتي ...

كانت تلك اللحظة ....عندما رايت العربة تمر بجانبي وبها صندوق أعرف ان فيه أخي.......محمد


محمد الشاب القوي ....الذي كان في رعيان شبابه وقوته .......


محمد الاخ الحاني ...الذي لم أري في حنان قلبه مثيل ...


كان يحنو علي كل طفل وكل كبير .....ولم ار في حياتي كلها اخا صغيرا يحب اخيه الكبير مثلما كان يحب مصطفي الاخ الصغير لمحمد اخيه

مصطفي الذي لم يتجاوز من العمر الخمس السنين .......كان يعشق اخيه محمد ...بل كان يجري عليه اكثر ما يجري لامه او ابيه .....

وكان حانيا علي اخته .....فلم نكن نخرج سويا يوما ....إلا ويفكر في هدايا لاخته واخيه ....

ولم يفوت يوما هدية عيد الأم .....بل كان يحث كل من حوله علي شراء الهدايا لامهاتهم ....

كثيرا كان يضيق صدري ...فكنت الجا الي صديقي الحميم .....عندما كان يمر علي في بيتي ثم نخرج سويا

لنشتري البقسماط الذي كان يعشقه ...ثم نتمشي علي ضفاف النيل ونتجاذب اطراف الحديث ...حتي استريح وازيل همي

وهو يضحك ويمرح ويحاول تخفيف همي ......واشعاري بالامل ...

كان حافظا لاسراري وكنت حافظا لاسراره......


كان رفيقي في الثانوية العامة ......

كثيرا كنا نذاكر سويا ونسهر الليل.......ودروسنا سويا ......بل كنا في بعض الاحيان نبيت سويا...

ونسافر سويا ......ونلعب .....

جمعتنا
يوما جلسات عديدة .....فكنا نجلس كل منا بجوار الاخر ....ونضع علي ارجلنا
( مخده ) علي شكل قلب نصفها علي رجلي ونصفها الاخر علي رجله ...

اليوم .....لم يمر علي في البيت كما اعتدت


ولكن انتظرته جثمانا ......ليوري عليه التراب .......


عندما دخل القبر ....ورجع الصندوق فارغا......انشق قلبي ...

ولا اجد من الكلمات ما يعبر عن تلك اللحظة .......


اصعب لحظات حياتي ...

عندما حاولت ان اتماسك وذهبت الي ابيه ليتقبل العزاء من الناس....وهو يعرفني جيدا ...

فسلمت عليه وانا احضنه قبل ان انطق باي كلمة


قالي ::: محمد سابكم ....


سبحان من اوقف الدموع علي عيني ...تمساكت وكانها طعنة ....في سويداء قلبي..

حتي ابتعتدت عن مكان ابيه .....وظلت هذة الكلمة تترد في اذني .....وانفجرت في انهيار تام ...


والله ان الفراق صعبا ........وكيف ساحيا بدون ان اري اخي مرة ثانية ......


لن اراه ثانية......والله انه لاصعب احساس احسسته ..

فقدت حبة قلبي....وصديقي الصدوق ....وحبيبي وطبيب جراحي ......



لا أدرك حتي الان انه مات ........لا أعرف ....عقلي لا يقدر علي استيعاب الموقف..


هل هو مات ...ودفناه ....بالفعل ....ولن أراه ....انا لله وانا اليه راجعون ...



رحمك الله يا محمد ..فارقتني .....وان شاء الله الفراق سيبدل لك الحياة الدنيا بحياة طيبه واهلا خيرا من اهلك واحبابا خيرا من احبابك



رحمك الله يا محمد ...




لا إله إلا الله