نسبه
هو 'أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن حارث' وهو ذو إصبح بن عوف بن مالك بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر و 'عمرو بن الحارث ذي أصبح الحميري' من ملوك
اليمن, الحميري ثم الأصبحي, المدني, حليف بني تيم من
قريش, فهم حلفاء
عثمان أخي
طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين. التاريخ الكبير 7/310والمعارف لابن قتيبة ص 499/497
وامه هي العالية وقيل الغالية بنت الشريك الازدية
وجده اللأول 'أباعامر بن عمرو ' " صحابي شهد المغازي كلها مع النبي خلا بدر " القشيري.
ومالك جد الإمام من كبار التابعين وروى عن
عمر وطلحة وعائشة وأبي هريرة وحسان بن ثابت وكان من أفاضل الناس وأحد الأربعة الذين حملوا
عثمان بن عفان ومات سنة اثنتي وعشر ومائة. ولد للإمام أربعة أبناء وبنت هي ام البهاء وكانت ممن يحفظون علمه.
[عدل] مولده ونشأتهولد الإمام مالك في
ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين من الهجرة/
712م بذي المروة وكان اخوه النضر يبيع البز فكان مالك معه بزازا ثم طلب العلم وكان ينزل اولا بالعقيق ثم نزل
المدينة المنورة.
لقد نشأ مالك في بيت اشتغل بعلم والحديث.وكان اكثر هم عناية عمه نافع المكنى بأبي سهيل, ولذا عد من شيوخ
ابن شهاب وفي أعمام مالم وجده أسرة من الأسر المشهورة بالعلم وكان اخوه النضر مشتغلا بالعلم ملازما للعلماء حتى ان مالك كان يكنى باخي النضر لشهرة أخيه دونه بدأ
الإمام مالك يطلب العلم صغيرا تحت تأثير البيئة التي نشأ فيها وتبعا لتوجيه أمه له ، فقد حكي أنه كان يريد أن يتعلم الغناء فوجهته أمه إلى طلب العلم . حفظ القرآن ثم اتجه لحفظ الحديث وكان لابد من كل طالب علم من ملازمة عالم من بين العلماءوقد جالس مالك ناشئا صغيرا ثم انقطع لابن هرمز سبع سنين لم يخلطه بغيره ثم اتجه مالك إلى نافع مولى ابن عمر فجالسه وأخذ عنه علما كثيرا وقد اشتهر أن أصح الاحاديث: " مالك عن نافع عن ابن عمر".كما اخذ مالك عن ابن شهاب الزهري ولولعه بالعلم نقض سقف بيته ليبيعه ويطلب به العلم وملازمة كبار العلماء. يقول الإمام مالك : حينما بلغت سن التعليم جاءت عمتي وقالت :إذهب فاكتب (تريد
الحديث ) .
انطلق يلتمس العلم وحرص على جمعه وتفرغ له ولازم العديد من كبار العلماء ، لعل أشدهم أثراً في تكوين عقليته العلمية التي عرف بها هو
أبو بكر بن عبد الله بن يزيد المعروف
بابن هرمز المتوفى سنة
148 هـ ،فقد روي عن مالك أنه قال:{{ كنت آتي
ابن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل . }}
وكذلك يعد مالك أكثر وأشهر الفقهاء والمحدثين الذين لازموا
نافع مولى
ابن عمر و راويتٌه
يقضي معه اليوم كله من الصباح إلى المساء سبع سنوات أو ثماني ، وكان
ابن هرمز يجله ويخصه بما لا يخص به غيره لكثرة ملازمته له ولما ربط بينهما من حب وتآلف ووداد .
وأخذ لإمام مالك عن الإمام
ابن شهاب الزهري وهو أول من دون الحديث ومن أشهر شيوخ
المدينة المنورة وقد روى عنه
الإمام مالك في موطئه 132 حديثا بعضها مرسل .
كما أخذ عن الإمام
جعفر الصادق من
آل البيت وأخرج له في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة أصلها حديث واحد طويل هو حديث جاير في الحج والأربعة منقطعة .
وكذلك روى عن
هشام بن عروة بن الزبير ،
محمد بن المنكدر ،
يحي بن سعيد القطان الأنصاري ،
سعيد بن أبي سعيد المقبري، وربيعة بن عبد الرحمن المعروف
بربيعة الرأي وعبد الله بن المبارك والامام
الشافعي وغيرهم ، من أقرانه الأوزاعي والثوري والليث وخلق. وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي والقعني. وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل 300 من
التابعين و 600 من أتباع
التابعين وفاته
بعد حياة عريضة حافلة توفي (رحمه الله) في
ربيع الأول سنة
179 هـ/795م عن عمر يناهز ثلاثة و ثمانين سنة ، حيث صلى عليه أمير
المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم العباسي و شيع جنازته و اشترك في حمل نعشه و دفن في
البقيع .